هل لاحظت أن أسماء الشركات العالمية والماركات التجارية الناجحة تتضمن تكرارا لحرف (الكاف) .. فهناك مثلا كوكاكولا وكوداك وكونيكا وكلينكس وكاديلاك وكورن فلكس .. بل لاحظ أن لاحقة الحرف كاف (كالموجودة في أرام كو) طالت معظم الشركات العربية وكأن وجودها أصبح شرطا لنجاح أي شركة .. وهكذا أصبحنا نسمع أسماء من قبيل عقاركو وزهابكو وعماركو ومحاركو وسدافكو كدلالة على شعبية حرف "الكاف" ودوره الرنان في انتشار أي ماركة ناجحة…
وبطبيعة الحال لا أدعي أن حرف "الكاف" يضمن وحده رواج الماركة أو نجاح الاسم.. فالسمعة الجيدة والدعاية المكثفة وولاء المستهلك (بالاضافة للحرف نفسه) تضمن عند اجتماعها ليس فقط نجاح المنتج بل وطغيانه على غيره من المنتجات المشابهة!!
.. ولكن من جهة أخرى لاحظ أن (طغيان الاسم) قد ينقلب إلى مشكلة تسويقية تشبه الغرق في بركة العسل .. فحين يتجاوز الاسم سقفا معينا من النجاح يبدأ الناس بتداوله بمعزل عن المنتج الأصلي ويتحول إلى مجرد اسم يطلق على كافة المنتجات المشابهة (بل وقد يدخل قواميس اللغة كاسم حر أو فعل شائع) .. فشركة كرايزلر مثلا كانت أول من انتج سيارة الدفع الرباعي تحت اسم (جيب) ثم اشتهر هذا الاسم على حساب المنتجات المشابهة لدرجة أصبح العامة يطلقونه على سيارة تويوتا المشابهة "اللاندكروزر" وسيارة نيسان "الباترول" وسيارة رانج روفر "ديسكفري".
ومثل هذا التعميم يسبب خسارة اقتصادية للشركة المنتجة لأن اسمها التجاري وسمعة منتجاتها التي خسرت من اجلها الملايين غدت ملكاً مشاعاً لايلتفت معه المستهلكون لبضاعتها الأصلية (ومثل هذه المفارقة هي التي تدفع شركة كرايزلر للتذكير بين الحين والآخر بأنه لاجيب إلا جيب)!
… ومن الماركات الأخرى التي شاعت (لدرجة) تحولت لأسماء تطلق على كل المنتجات المماثلة :
كلينكس ، باركر ، نوكيا ، كاتشب ، آيس كريم ، كورن فلكس ، كولونيا ، كيروسين ، لوكس ، ميكروكرون ، كولقز ، (ولاحظ كيف تتضمن جميعها حرف الكاف) !!
… على أي حال
دعني أخبرك قبل انتهاء المقال بما هو أغرب بخصوص حرف "الكاف"..
ففي عام 2001 قامت الجمعية البريطانية للتقدم العلمي بدراسة العناصر المميزة للنكتة الجميلة لدى كافة الشعوب .. وهي دراسة طويلة وعميقة على غير ما نتوقع في موضوع كهذا تضمنت في نتائجها حقيقة مدهشة .. فقد اتضح أن النكتة التي تتضمن في نهايتها حروفا ومقاطع تغير ملامح الوجه نحو الابتسام (مثل حرف الكاف ولواحقه) تكون مضحكة أكثر من غيرها .. فقد طرح مثلا على المشاركين في الدراسة النكتة التالية :
كانت هناك بقرتان تسيران في الحقل فرأت إحداهن ثورا فقالت : "مووو" فالتفتت إليها الأخرى بغضب وقالت : كنت سأقول هذا …
هذه النكته تم تحريفها لاحقا بحيث تشمل أصوات حيوانات أخرى مثل ذئبين يقولان "آوووا" وقطتين تقولان "هررر" وكلبين يقولان "هاووو" وبطتيين تقولان "كواااك كواااك" … وبعد حساب النتائج اتضح أن نسبة الضحك على صوت البطتين كانت أكثر من أي صوت آخر . ويعود السر إلى أن الصوت "كواااك" يغير ملامح المتحدث والسامع نحو الابتسام تلقائيا وبالتالي انتقال عدوى الضحك والابتسام لجميع الحاضريين
